أقلام وكتابات
2024/06/15 | 0 | 1166
قراءةٌ في كتابِ ( عقلية فقيه)ج١
نادي ابن عساكر الادبي
شكرًا للبن سعد على دعوته في ضيافةِ الحبيبِ لنتجمّعَ حولَ مائدتِه، نتزودُ من زادِ المعرفةِ إلى يومِ المعاد.
يكتب سماحةُ الشيخُ الفاضل المؤلفُ في مقدمةِ كتابه (عقلية فقيه) فيها الحسرةَ والألم على عدم الاهتمامِ بآثارنا العلمية والدينية اشخاصاً وكتابات "أننا بجهلنا بتلك الحقب وبأولئك الاعلام وجهودهم صرنا كأمة نتشوق لتجارب الآخر" ويردفُ بالكتابةِ " ونحن لا ندري أن فيما يمده إلينا هو بعض مما أخذه من أسلافنا"
الكتابةُ عن العلماءِ الأمواتِ هو استلهامُ قيمهِم وتعبيرٌ عن الامتدادِ الروحي لهم، الكتابةُ عن المجتهدِ العارفِ إعادةُ قراءةِ الشخصيةِ الراحلةِ من خلالِ نصوصِها والتفاعلِ مع سجاياها، الكتابةُ عن العالمِ الفقيهِ استدامةٌ لقلمِه وتسييلُ مدادِ علمِه ومعارفِه وإحياءُ تراثِه،استحضارُ روحِ العالمِ الفقيهِ ترسيخُ رمزيتِه العلميةِ وتعزيزُ مكانةِ العاملِ على الدين، وتعزيزُ العقلِ المعرفيٍّ الفقهيِّ.
مؤلفُنا سماحةُ الشيخِ الفاضلِ الخطيبِ المفكرِ عبدُ الجليلِ البن سعد قدمَ دعوةً لقراءةِ آثارِ المرجعِ الأحسائيٍّ الكبيرِ صاحبِ معرفةِ الزادِ إلى يومِ المعادِ في كتابه (عقلية فقيه )، وهو يسندُ كتابَ الأخِ العزيزِ سلمانِ الحجي حولَ هذه الأيقونةِ العلميةِ حسبَ تعبيرِ المؤلفِ.
سماحُة شيخنِا المؤلفِ مثقلٌ بحمولةِ المفرداتِ والاشتقاقاتِ، مسكونٌ بالقلقِ الثقافي المعبأ بالمصطلحاتِ والمعاني يتأملُ في دعاءِ الافتتاحِ بلسانِ الثناءِ ويتأملُ في جملةِ (وَلا يَزِيدُهُ كَثرَةُ العَطاءِ إِلاّ جُودًا وَكَرَمًا)، يحملُ مشروعًا منبريًّا طويلَ الأجلِ، ويقدمُ خطابًا متشابكَ الخيوطِ ويستفزُ المتلقي بتفكيكِ شفراتِ الكلماتِ، بل يجبرُ المستمعَ على إعادةِ الإصغاءِ لاستخراجِ دررِ المفرداتِ وجواهرِ المعاني.
نبرةُ الصوتِ لها ترجمةٌ، والتوقفُ بين الكلماتِ للفتِ النظرِ من ضمنِ خطابٍ له دلالتُه للمرسلِ والمستقبلِ، يُجهِدُ نفسَه في اختيارِ العناوينِ، ويستلُّ الأفكارَ من الكتبِ ويستلهمُ معارفَ الفقهاءِ والعرفاءِ، يستحضرُ أسماءَ العلماءِ والمفكرين من المحيطِ إلى الخليجِ وينوّعُ في أسماءِ المؤثرين فكريًّا وثقافيًّا وأدبيًّا، يكتبُ الروايةَ لأنها لغةُ العصرِ أدبيًّا ووعاءٌ كتابيٌّ مغرٍ للقراءةِ لدى الشبابِ، يرى القصةَ القصيرةَ أداةً لاختزالِ الفكرةِ وتكثيفِها تتطلبُ التأويلَ، يحاولُ جاهدًا الانتقالَ بمضمونِ الخطابِ على غيرِ المألوفِ، بل يتبنَّى مشروعًا متكاملًا في كلِّ موسمٍ بمصطلحاتٍ متنوعةٍ ومفاهيمَ جديدةٍ، يسعى إلى توسعةِ محتوى الخطابِ المنبريِّ ليتجاوزَ الحدودَ، يتنّقلُ في عناوين محاضراتِه من الطليعةِ الراشدةِ إلى الحرصِ الإبراهيميِّ مرتحلًا من الطوفانِ إلى الابتعاثِ. يقارنُ بين نصوصِ السلفِ بواقعيةِ الحاضرِ ويستشرفُ المستقبلَ بعينِ الأملِ…
تجذبه الجغرافيا المعرفية، وتلهمه الحوزة بشخوصها ومناهجها، يتردد على لسانه العالم الهجري ويعتد بشخصية مكتشف علم الاستعداد في الدراسة الحوزوية وأن صيغت بمنهج علمي على يد من أتى بعده، ينبش في الرمالِ عن ثمار الأشجار التي زرعها الأجداد، مؤمن بأن الاحساءَ عيون مياه وعقول علم وعرفاء حياة، يوحي بخطابه بما أن في الواحة نخيل سامقة مثمرة، كذلك تحتضنْ علماء بمداد سيال بين الأمصار والبلدان.
هكذا هي تجليات خطاب المنبر الحسيني (الاتصال الشفهي المباشر) يبدأ رسالته بالكلمة المنطوقة مع تعبيرات الوجه حتى تحفر شخصية الخطيب في الأذهان مع نبرة صوت ملقيها فتؤثر في أذن مستمعها فتحدث التغذية المرتدة بالتفاعل والتأثر وإدرار الدمعة مع نصوص دينية استحبابية تؤكد على التفاعل والتأثر ،توثق شخصية الخطيب وخطابه كرمز في السياق الاجتماعي والثقافي يبقى متداولا بين الجمهور للمراجعة والتأمل والحكم على فكر الخطيب، فلا تنطبق مقولة (موت الخطيب) على الاتصال الشفهي المباشر لسمو العلاقة بين الخطيب والجمهور.
نعود إلى كتاب (عقلية فقيه)
نتأمل في العنوان، من منطق المتخصصين، العنوان هو النص والنص هو العنوان، وللعنوان علاقات ايحيائية ورمزية بمحتوى الكتاب وأحيانا المؤلف مبثوث في نصوصه.
يحق للقارئ أن يتساءل:
من نافذة السيميائية، هل العنوان رسالة للمثقف؟، هل هو إعلان بداية عجز المثقف ولا نقول موته في عصر المنصات الالكترونية والوسائط الرقمية والذكاء الاصطناعي؟، أليس عنوان عقلية فقيه رد على تساؤلات واستفهامات المثقفِ في أدوات التواصل الاجتماعي؟
أليس في العنوانِ (عقلية فقيه) إيحاءُ بنقص دور المثقف المفتقر للمنهج والهوية المعرفية الصريحة كما يقول يحيى محمد؟.
ينظر شيخنا المؤلفُ إلى الفقيه المرجع المُؤلف عنه أنه " الشيخ الفقيه ابن قرين واحد ممن تميز في ذلك العصر المتفرد" ويرى المؤلف ثلاث ظواهر في شخصيته "حركة العلم وسكينة التقوى وسيلان الفتوى" انتهى كلام المؤلف أو كما يقول ابن عربي "العلم متساو مع الكمال المطلق، فالعشق للكمال عشق للجمال".
يصفُ المؤلفُ شيخنا الفاضل عبدالجليل عصر العالم الفقيه المتواضع "لا يزال العصر الجديد في مراحله الأولى من مراحل التخلق والتحرر من أصفاد القرون العاجزة"، بالرغم زمن حياة مرجعنا تم إنتاجَ كتابين تعتبر نقلةُ نوعية في الخطابِ الديني بتأليف كتابين(تنبيه الأمة وتنزيه الملة) عام ١٩٠٩ للميرزا النائيني وكتاب الإسلام وأصول الحكم عام 1925 للشيخ الأزهري للمؤلف علي عبدالرازق خريج الأزهر والدارس في جامعة اكسفورد، وفرق في استقبال الكتابين.
ينقل سماحة الشيخ عبدالجليل، أن العالمَ الفقيه الجليل ابن قرين تحت الحاح المجتمع اخرج مجموعة فتواه متأخرا في عقده الثامن عام ١٣٤٦هجري لتواضعه ونكران ذاته، نستنتج أن العالم يبقى مداده العلمي وحاجة الناس اليه بل يصبح لا بديل لفرادة عطائه وخصوصية منتجهُ المعرفي حتى لو تأخر بالعمرِ.
ولأن المؤلف بآخر الكتاب وضع عنوان خاص (مرآة ثانوية للعقلية القرينية) وتحتها: - "مسابقة الزمن بالخيال العلمي "، وعبارة أخرى كتبها المؤلف "بل قد وصل الضرر إلى المثقفين المشتغلين بنقد الحالة الدينية من حيث انهم وقعوا في تصورات ومقارنات غير ذات واقعية"، استوقفتني في الكتاب بل ربما بتلك الحقبة الزمنية إشكالية الصورة والتصوير الشخصي في مرحلة ميلاد المرجع الشيخ حبيب بن قرين في أواسط القرن الثالث عشر الهجري فيقول المؤلف "بينما الصورة ومحتواها كان يعبر عن موقف معارض لنشطاء الوهم ومصدّروه الذين يقولون ببدعية الصورة الفوتغرافية شرعا".
نتوقف عند محطة إشكالية الصورة بالزمن الماضي واستشراف مستقبل الصور وفاعليتها في الحياة بعصرنا الحالي، عصر الصورة الثابتة والمتحركةِ احد مصادر المقارنة لجمالية الذاكرة بين الماضي والحاضر، الصورة التي أصبحتْ من ضمن روح الرسالة الثقافية والفكرية وجزء من محتوى المرسل بلغته الجسدية التي يتفاعل برسالته ويستجيب لها المستقبل، يحكم الجمهور عن مدى قوة الخطيب بالانفعالات والتفاعل مع الحضور وتعزز انتشار الخطاب المنبري، الصورة التي تميز الشخصيةَ وتعبر عن الماضي والحاضر ووثيقة للمستقبل، الصورة التي تغني عن إلف كتاب أو كما يقول المصور العالمي دستن سباركس "الصورة الفوتغرافية هي القصة التي لم استطع روايتها بالكلمات".
ويذكر المؤلفُ عن الاهتمامِ بالاستكتاب والكتاب "وقد بدت عنايةَ هذا العالم الأجل وانفتاحه على التواصل عبر الكتابة بصورة واضحة" حتى يقول "كلها تتحدث عن أمنيات ورغبات جماهيرية" يبين المؤلف علاقة الشيخ الفقيه مع بيئته الاجتماعية من خلال التعليم والتوعية الدينية وهو اتصال معرفي مع الجماهير، أرقى أنواع الاتصال.
دقة المؤلفِ الشيخُ الفاضل في معنى الكلمة وعمقها حين تصدر من الفقيه البصير مثل ما نقله الكاتب عن المرجع الاحسائي بمقدمة كتابه نعم الزاد ليوم المعاد "اكتب لهم مختصرا فيما يحتاجون اليه مما يكن تبصرة في الاعتقادات".
ولأهمية الحوارِ بالمنطقِ والدليل النقلي وبلغة الهادئ الواثق وهي سمة أهل بيئته في واحة الاحساء، وظفها عالمنا الجليل الفقيه حين ذكر الكاتب فلسفته في النقاش بالحجةِ "والطريق الذي يرتضيه العقل والعقلاء هو الأخذ بما هو متفق على نقله وروايته دون ما يدعيه البعض وينكره البعض الآخر، فإن الاستدلال لا يأتي على محصل فنقول مما اتفق على نقله..".
اعتقد هذا الاتجاه في الحوار في توظيف المشترك والمتفق عليه نصا وعقلا، نابع من ثقافة وطبيعة السلم الاجتماعي والإيمان بأهمية العيش التسامحي المعزز للأمن الاجتماعي الذي عاشه الفقيه وتراكمت لديه كثقافة أصيلة.
يسجل المؤلفُ اعجابه للحبيب القريني في لطف حواره ونعومة التعبير ورقة الكلمة حين يحاور المختلف معه في الرأي،الحوار بين العلماء خصوصا يرطب النفوس ويكسب العقول ويزيل ما في القلب من تحيز وإزالة التحيز الذاتي يكتب المؤلف "تطير روحك ابتهاجا وأنت تحصي كلماته المتحننة والمتلطفة في مرافعته الفقهية مع الشيخ عبدالرضا آل حرز البحراني" فالعالم الفقيه كما يقول سماحة الشيخ البن سعد"جمع بين الالتفات وبين نكران الذات وبين الزهد والعمل وهي طريقة أهل التقوى"، ويذكرُ المؤلفُ سماحة الشيخ الدقيق في فحصه للمعاني "فظل يصر على التجاهل لا التفاعل درءا للفتنة وتمييزا منه لأثر الخلافات".
فصبر سنيين على القضيةِ المشهورة مع السيد مهدي القزويني وربما هناك ما يستحق تسليط الضوءِ على الدور الايجابي في مبادرة الميرزا محسن الفضلي رحمه الله من إزالة اللبس والقيامُ بتقريب وجهات النظر بين عالمين فاضلين، حتى قال السيد القزويني عن حبيبينا القريني "لو كان الأئمة المعصومين ثلاثة عشر لقلت الشيخ آل قرين هو الثالث عشر".
يسجلُ المؤلف اعجابه للحبيب القريني في لطف حواره ونعومة التعبير ورقة الكلمة حين يحاور المختلفَ معه في الرأي،الحوار بين العلماء خصوصا يرطب النفوسَ ويكسب العقول ويزيل ما في القلب من تحيز وإزالة التحيز الذاتي يكتب المؤلف "تطير روحك ابتهاجا وأنت تحصي كلماته المتحننة والمتلطفة في مرافعته الفقهية مع الشيخ عبدالرضا آل حرز البحراني" فالعالم الفقيه كما يقول سماحة الشيخ البن سعد"جمع بين الالتفاتِ وبين نكران الذاتِ وبين الزهد والعمل وهي طريقة أهل التقوى"، ويذكر المؤلف سماحةُ الشيخ الدقيق في فحصه للمعاني "فظل يصر على التجاهل لا التفاعل درءا للفتنة وتمييزا منه لأثر الخلافات".
فصبرَ سنيين على القضية المشهورة مع السيد مهدي القزويني وربما هناك ما يستحق تسليط الضوء على الدورِ الايجابي في مبادرة الميرزا محسن الفضلي رحمه الله من إزالة اللبس والقيام بتقريب وجهات النظر بين عالمين فاضلين، حتى قال السيد القزويني عن حبيبينا القريني "لو كان الأئمة المعصومين ثلاثة عشر لقلت الشيخ آل قرين هو الثالث عشر".
يكتبُ المؤلفُ الباحثُ أن لأعلام الساحل الشرقي من شبه الجزيرة العربية دور في الإبداع بالحوزاتِ العلمية فيكتب "فابن ابي جمهور الاحسائي هو من اوائل الشارحين لألفية الشهيد الأول لأنه سابق على المحقق الكركي وعلى الشهيد الثاني"، ويستمر المؤلف في التأكيد على تميز العلمِ الديني بنفس المفتخر بابداع أعلام هذه المنطقة فيكتبُ " التي كانت تمثل حوزةَ مستقلةٌ في هندستها العلمية وميولها المميزة في الحكمةِ والفقاهه، فكتبَ رسالته الصلاتية الشيخ محمد بن ماجد الماحوزي"، ويكمل شيخنا الباحثُ مقولته "وكان هناك أيضا رسالتان في فقه الصلاة منها كبيرة ومنها صغيرة للسيد الجد هاشم بن السيد احمد الاحسائي".
ويختتم المؤلفُ هذا الجزء من كتاب (عقلية فقيه) "المقدسُ الشيخ حبيب بن قرين الاحسائي ولعله خاتمة الفقهاء مبسوطي التقليد في هذه المنطقة الذي كتب رسالته الفريدة "نعم الزاد ليوم المعاد" على نهج الرسائل الصلاتية التي طبعت ١٣٤٦ بالنجف الاشرف لأن الصلاةَ محور الدينِ ولها مقدمات استعداد نفسي ومقدمات طهارةِ وإحياء للمسجدِ.
ومن أقوال سماحة الشيخ الفاضل عبدالجليل المؤلف في مرجعنا الجليل "وبهذه العقلية تحولتْ رسالتهُ من مجرد رسالة فتوائية إلى رسالة دينية عقدية روحية وعلمية".
لهذا يحق للاحساء الافتخار بهذا الفقيه المرجع وكانوا يتمنوا على عودتهِ إلى ترابِ هجر لينعموا بتعاليمهِ وارشاداته وفتاويه، وعندما عاد استقبلوهُ بفرح الأمِ بابنها، وهذا الشاعرُ الأديب الحاج محمد بن حسين آل أبي خمسين ينشدُ في قصيدة جميلةٍ تدل على حبهم على عودتهِ واستقراره بأرض الاجداد، نقتطفُ من قصيدتهِ بعض الأبيات :
لقد أصبحت (هجر ) تجر ردا الفخر
وتسمو جلالاً وهي باسمة الثغر
بشيخ حبيب العالم العلم الذي
أضاء بنور العلم والفضل كالبدر
سعدنا به لما أتانا كأننا
بجنات فردوس على رفرف خضر.
جديد الموقع
- 2024-12-19 (قصة عجائبية من المخيال الاجتماعي الشعبي) (حلال المشاكل...القصة التي حفظتها أمهاتنا عن ظهر قلب)
- 2024-12-19 جمعية ابن المقرب تحتفي باللغة العربية في يومها
- 2024-12-19 سلطة النوع الأدبي وقراءة النص
- 2024-12-18 لماذا يتفوق الطلاب على الطالبات في مادة الرياضيات؟: وكيف يمكن تضييق الفجوة بينهم في هذه المادة
- 2024-12-18 الغذاء السيء لكل من الأم والأب قد يؤثّر سلبًا ويسبب ارتفاع الضغط وأمراض الكلى المزمنة في نسلهما إلى الجيل الرابع
- 2024-12-18 ورشة المرأة في اللوجستيات _ بمؤمر سلاسل الإمداد و الخدمات اللوجستية بالرياض
- 2024-12-18 جامعة الملك فيصل بالاحساء تحقق المركز الثالث في قياس التحول الرقمي لعام 2024 على مستوى قطاع التعليم والتدريب
- 2024-12-18 سمو محافظ الأحساء يدشن "برامج أكاديمية ريف السعودية"
- 2024-12-18 الأحساء.. وجهة سياحية تنبض بالتاريخ والطبيعة الخلّابة
- 2024-12-18 اللغة العربية في التعريب